الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: إظهار الحق (نسخة منقحة)
.(الشاهد العشرون): الآية الحادية عشرة من الباب الأول من إنجيل متى هكذا: (ويوشيا ولد يوكانيا وإخوته في زمان الجلاء إلى بابل) يظهر منها أن يوكانيا وإخوته أبناء صُلبية ليوشيا، وأن يوكانيا كانت له إخوة، وأن ولادتهم في زمان الجلاء إلى بابل، وهذه الثلاثة كلها ليست بصحيحة (أما الأول) فلأن يوكانيا ابن يهويا قيم بن يوشيا فهو ابن الابن لا الابن (وأما الثاني) فلأنه ما كان له إخوة، نعم كان لأبيه يهويا قيم ثلاثة إخوة (وأما الثالث) فلأن يوكانيا في زمان الجلاء إلى بابل كان ابن ثماني عشرة سنة لا أنه تولد في زمان الجلاء إلى بابل، قال آدم كلارك: (قال كامت فلتقرأ الآية الحادية عشرة) هكذا: (ولد يوشيا يهويا قيم وإخوته، وولد يهويا قيم يوكانيا في زمان الجلاء إلى بابل).(أقول) محصل قول كامت الذي هو مختار آدم كلارك أيضًا أنه لا بد أن يزاد لفظ يهويا قيم ههنا، والظاهر أن هذه اللفظ سقط من المتن عندهما، وهذا التحريف بالنقصان، ومع هذا لا يرتفع الاعتراض الثالث، ولما صارت شواهد الأقسام الثلاثة التحريف مائة اكتفيت عليها خوفًا من الإطناب، وهذا القدر يكفي في إثبات دعوى التحريف بجميع أقسامه ولدفع كل اعتراض يرد من جانبهم في هذه المسألة ولكل مغالطة تصدر من علماء البروتستنت فيها لكني أورد ههنا خمس مغالطات نصرانية وإن ظهر جواباتها للخبير مما حررت للتوضيح وزيادة الفائدة..(خمس مغالطات نصرانية): .(المغالطة الأولى): يظهر في بعض الأحيان من تقرير علماء البروتستنت تغليط للعوام، ولمن كان غير واقف على كتبهم أن دعوى التحريف مختصة بأهل الإسلام، ولم يسبقهم أحد ويحتاطون في التحرير عن هذه المغالطة، ولذلك لا ترى في رسائلهم، أقول يدعي المخالف والموافق سلفًا وخلفًا دعوى صحيحة أن عادة أهل الكتاب التحريف، ووقع منهم في الكتب السماوية، لكن قبل إيراد الشواهد لهذا الأمر أبين معنى لفظتين مستعملتين في كتب إسنادهم، هما لفظا (أرَاتَه) ولفظ ويُريُوس رِيدَيْك، قال هورن في الصفحة 325 من المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة 1822 من الميلاد: (الفرق الحسن بين أرَاتَه يعني غلط الكاتب وبين ويريوس ريدنك يعني اختلاف العبارة ما قال ميكايلس، إنه إذا وجد الاختلاف بين العبارتين وأكثر فلا تكون الصادقة إلا واحدة والباقية إما أن تكون تحريفًا قصديًا أو سهوَ الكاتب، لكن تمييز الصحيحة عن غيرها عسير غالبًا، فإن بقي شك فيطلق على الكل اختلاف العبارة، وإذا علم صراحة أن الكاتب كتب ههنا كذبًا فيقال إنه غلط الكاتب) فعلى المذهب المختار عند المحققين فرق بين اللفظين المذكورين، واختلاف العبارة المصطلح فيما بينهم هو التحريف المصطلح عندنا، فمن أقر باختلاف العبارة بالمعنى المذكور يلزم عليه الاعتراف بالتحريف، ووُجِد مثل هذه الاختلافات في الإنجيل ثلاثين ألفًا على ما حقق ميل، ومائة ألف وخمسين ألفًا على ما حقق كريسباخ، ولم يعلم عدده على تحقيق شولز الذي هو آخر المحققين وفي المجلد التاسع عشر من إنسائي كلوبيديا برتينيكا في بيان لفظ اِسْكَرْ بَجَرْ أن وتيس تين جمع مثل هذه الاختلافات أزيد من ألف ألف، إذا علمت هذا فأورد الشواهد في ثلاث هدايات، في الهداية الأولى أنقل أقوال المخالفين، وفي الثانية أقوال الفرق التي تعد أنفسهم من المسيحيين لكن فرقة البروتستنت وفرقة كاثلك تعدانها من المبتدعين، وفي الثالثة أقوال الذين هم مقبولون عند الفرقتين المذكورتين، أو عند إحداهما..(الهداية الأولى): كان سلسوس من علماء المشركين الوثنيين في المائة الثانية من الميلاد، وكتب كتابًا في إبطال الدين المسيحي، ونقل إكهارن الذي هو من العلماء المشهورين من أهل الجرمن قول ذلك الفاضل المشرك في كتابه هكذا: (بدل المسيحيون أناجيلهم ثلاث مرات وأربع مرات بل أزيد من هذا تبديلًا كأن مضامينها بُدِّلت) فانظروا إن هذا المشرك يخبر أن المسيحيين كانوا بدلوا أناجيلهم إلى عهده أزيد من أربع مرات، والفرقة التي تنكر النبوة والإلهام وهذه الكتب السماوية التي عند أهل الكتاب، وكثرت جدًّا في ديار أوربا ويسميها علماء البروتستنت بالملحدين لو نقلت أقوالهم في التحريف فقط لطال الكلام فأكتفي على نقل قولين فمن شاء أزيد فليرجع إلى كتبهم التي هي منتشرة في أكناف العالم قال باركر منهم (قالت ملة البروتستنت إن المعجزات الأزلية والأبدية حفظت العهد العتيق والجديد عن أن تصل إليهما صدمة خفيفة لكن هذه المسألة لا تقدر أن تقوم في مقابلة عسكر اختلاف العبارة التي هي ثلاثون ألفًا) فانظروا كيف أورد الدليل الإلزامي استهزاء لكنه اكتفى على تحقيق (ميل) وإلاّ لقال التي هي ثلاثون ألفًا بل مائة ألف وخمسون ألفًا بل ألف ألف كما علمت، وقال صاحب أكسيهو مومنهم في الباب الخامس من التتمة من كتابه المطبوع سنة 1813 من الميلاد في بلدة لندن هكذا: هذه فهرست الكتب التي ذكرها المشايخ من القدماء المسيحيين إنها نُسبت إلى المسيح عليه السلام أو الحواريين أو المريدين الآخرين للمسيح عليه السلام:(المنسوبة إلى عيسى عليه السلام عدد 7):(رسالة إلى إيكرس ملك آديسه). (رسالته إلى بطرس وبولس). (كتاب التمثيلات والوعظ). (زبوره الذي كان يعلم الحواريين والمريدين خفية). (كتاب الشعبذات والسحر). (كتاب مسقط رأس المسيح ومريم وظئرها). (رسالته التي سقطت من السماء في المائة السادسة).(المنسوبة إلى مريم عليها السلام عدد 8):(رسالتها إلى أكناشس). (رسالتها إلى سي سيليان). (كتاب مسقط رأس مريم). (كتاب مريم وظئرها). (تاريخ مريم وحديثها). (كتاب معجزات المسيح). (كتاب السؤالات الصغار والكبار لمريم). (كتاب نسل مريم والخاتم السليماني).(المنسوبة إلى بطرس الحواري عدد 11):(إنجيل بطرس). (أعمال بطرس). (مشاهدات بطرس). (مشاهدات بطرس الثانية). (رسالته إلى كليمنس). (مباحثة بطرس واي بين). (تعليم بطرس). (وعظ بطرس). (آداب وصلاة بطرس). (كتاب مسافرة بطرس). (كتاب قياس بطرس).(المنسوبة إلى يوحنا عدد 9):(أعمال يوحنا). (الإنجيل الثاني ليوحنا). (كتاب مسافرة يوحنا). (حديث يوحنا). (رسالته إلى حيدروبك). (كتاب وفاة مريم). (تذكرة المسيح ونزوله من الصليب). (المشاهدات الثانية ليوحنا). (آداب صلاة يوحنا).(المنسوب إلى أندرياه الحواري 2)(إنجيل أندرياه). (أعمال اندرياه).(المنسوب إلى متى الحواري 2):(إنجيل الطفوليت). (آداب صلاة متى).(المنسوب إلى فيلب الحواري 2):(إنجيل فيليب). (أعمال فيليب).(المنسوب إلى برتولما الحواري 1):(إنجيل برتولما).(المنسوب إلى توما الحواري 5):(إنجيل توما). (أعمال توما). (إنجيل طفوليت المسيح). (مشاهدات توما). (كتاب مسافرة توما).(المنسوب إلى يعقوب الحواري 3):(إنجيل يعقوب). (آداب وصلاة يعقوب). (كتاب وفاة مريم).(المنسوب إلى متياه الحواري الذي دخل في الحواريين بعد عروج المسيح 3):(إنجيل متياه). (حديث متياه). (أعمال متياه).(المنسوب إلى مرقس 3):(إنجيل المصريين). (آداب صلاة مرقس). (كتاب بي شن برهاز) (118).(المنسوب إلى برنباه 2):(إنجيل برنياه). (رسالة برنياه).(المنسوب إلى تهيودوشن 1):(إنجيل تهيوديوشن).(المنسوب إلى بولس 10):(أعمال بولس). (أعمال تهكله). (رسالته إلى لا دوقيين). (رسالته الثالثة إلى أهل تسالونيقي). (رسالته الثالثة إلى أهل قورنثيوس). (رسالة أهل قونثيوس إليه وجوابها من جانبه). (رسالته إلى سنيكا وجوابها من سنيكا إليه). (مشاهدات بولس). (المشاهدات الثانية لبولس). (وِزَنْ بولس). (أنابي كِشَنْ بولس). (إنجيل بولس). (وعظ بولس). (كتاب رقية الحية). (بَرِي سِبْت بطرس وبولس).ثم قال صاحب اكسيهومو: لما ظهر طغيان الأناجيل والمشاهدات والرسائل التي أكثرها مسلم الثبوت عند أكثر المسيحيين إلى هذا الحين أيضًا فكيف يعرف أن الكتب الإلهامية هي كتب يسلمها فرقة البروتستنت، وإذا لاحظنا أن هذه الكتب المسلمة أيضًا قبل إيجاد صنعة الطبع كانت قابلة للإلحاق والتبديل يقع الإشكال)..(الهداية الثانية): الفرقة الإبيونية كانت في القرن الأول من القرون المسيحية معاصرة لبولس ومنكرة عليه أشد الإنكار، وكانت تقول إنه مرتد، وكانت تسلم إنجيل متى، لكن كان هذا الإنجيل عندها مخالفًا لهذا الإنجيل المنسوب إلى متّى الموجود عند معتقدي بولس الآن في كثير من المواضع، ولم يكن البابان الأولان فيه، فهذان البابان وكذا كثير من المواضع محرفة عند هذه الفرقة: ومعتقدو بولس يرمونها بالتحريف (قال بل) في تاريخه في بيان حال هذه الفرقة: (هذه الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط، وكانت تنفر عن اسم داود وسليمان وأرمياء وحزقيل عليهم السلام، وكان من العهد الجديد عندها إنجيل متى فقط لكنها كانت حرّفته في كثير من المواضع وأخرجت البابين الأولين منه).والفرقة المارسيونية من الفرق القديمة المبتدعة للمسيحيين كانت ترد جميع كتب العهد العتيق، وتقول إنهاليست إلهامية، وكذا ترد جميع كتب العهد الجديد أيضًا إلا إنجيل لوقا وعشر رسائل من رسالات بولس، وهذه المسلمة أيضًا عندها كانت مخالفة للموجودة الآن فعلى هذا الكتب المذكورة الموجودة الآن محرّفة عند الفرقة المذكورة ومخالفوها يرمونها بالتحريف، (قال بل) في تاريخه في بيان حال هذه الفرقة: (كانت هذه الفرقة تنكر كون كتب العهد العتيق إلهامية وكانت تسلم من العهد الجديد إنجيل لوقا، لكن ما كانت تسلم البابين الأولين منه وتسلم من رسائل بولس عشر رسائل، لكن كانت ترد منها أيضًا ما كان مخالفًا لخيالها) أقول: ما كان إنكار هذه الفرقة في إنجيل لوقا مقصورًا على البابين، صرح لاردنر في بيان تحريف هذه الفرقة في إنجيل لوقا في المجلد الثامن من تفسيره: (بعض المواضع التي غيروا من إنجيل لوقا بالتبديل أو بالإسقاط هذه: البابان الأولان قصة اصطباغ عيسى من يحيى عليهما السلام، وحال نسب المسيح من الباب الثالث، وقصة امتحان إبليس، وقصة دخول عيسى في الهيكل، وقراءته كتاب أشعياء من الباب الرابع الآية 30 و31 و32 و49 و50 و51 من الباب الحادي عشر)وهذا اللفظ أيضًا سوى آية يونس الرسول الآية السادسة والثامنة والعشرون من الباب الثاني عشر من الآية الأولى إلى السادسة من الباب الثالث عشر، من الآية الحادية عشرة إلى الثانية والثلاثين من الباب الخامس عشر، الآية 31 و32 و33 من الباب الثامن عشر، من الآية الثامنة والعشرين إلى الآية السادسة والأربعين من الباب التاسع عشر، من الآية التاسعة إلى الآية الثامنة عشرة من الباب العشرين، الآية18 و21 و13 من الباب الحادي والعشرين، الآية 16 و25 و36 و37 و50 و51 من الباب الثاني والعشرين، الآية 43 من الباب الثالث والعشرين، الآية 26 و28 من الباب الرابع والعشرين، وكتب أبي فانيس هذه الأحوال كلها، وقال داكتر مل: أخرجوا الآية 38 و39 من الباب الرابع، وقال لاردنر في المجلد الثالث من تفسيره في ذيل بيان فرقة ماني كيز ناقلًا عن اكستائن قول فاستس الذي كان من أعظم علماء هذه الفرقة في القرن الرابع من القرون المسيحية: (قال فاستس أنا أنكر الأشياء التي ألحقها في العهد الجديد آباؤكم وأجدادكم بالمكر وعيّبوا صورته الحسنة وأفضليته لأن هذا الأمر محقق أن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون بل صنفه رجل مجهول الاسم، ونسب إلى الحواريين ورفقاء الحواريين خوفًا من أن لا يعتبر الناس تحريره ظانين أنه غير واقف من الحالات التي كتبها، وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغًا بأن ألف الكتب التي توجد فيها الأغلاط والتناقضات) فعقيدة هذه الفرقة بالنسبة إلى العهد الجديد هذا المذكور كما صرح به فاضلهم المشهور، فهو كان ينادي بأعلى نداء أن أهل التثليث ألحقوا الأشياء في العهد الجديد، وأنه تصنيف رجل مجهول الاسم لا تصنيف الحواريين ولا تابعيهم، وأنه يوجد فيه الأغلاطُ والتناقضات. ولعمري إن هذا الفاضل وإن كان من الفرقة المبتدعة لصادقٌ في هذه الدعاوى الثلاث.نورتن صنف كتابًا ضخمًا كما عرفت في الشاهد الثامن عشر من المقصد الثالث فأنكر التوراة وأثبت بالدلائل أنه ليس من تصنيف موسى عليه السلام، وأقر بالإنجيل، لكن مع الاعتراف بأن الإنجيل المنسوب إلى متّى من تصنيفه بل هذه ترجمته، والتحريف فيه واقع يقينًا في مواضع كثيرة وأطال الكلام جدًّا في إثبات ما ادعاه بالدلائل، فمن شاء فليرجعْ إلى الكتاب المذكور، فظهر من هاتين الهدايتين أن المخالفين والفرق المسيحية التي يعدها أهل التثليث من المبتدعين منادون بأعلى نداء من أول القرن إلى هذا القرن بوقوع التحريف.
|